1هَلِّلويا! سَبِّحوا اللهَ في قُدسِه سَبِّحوه في جَلَدِ عِزَّته (مز 150 /1)
الطريق الى الفردوس: المقالة السادسة: اشتياقات إلى وحدة الكنيسة
يكافئك الله على مجهوداتك الشاقة الدقيقة التي فعلها في هذا العمل الرائع لصنع السلام.
من خطاب إلى قساوسة " ساموساتا ":
من رسالة إلى إيوسيبيوس أسقف ساموساتا:
أرجو المعذرة، فإني لست أريد أن أزيد متاعبك، إذ أرسل إلى محبتكم، شكوانا في رسائل، لأني أجد بعض التعزية في مخاطبتي إياكم، لأنه بمجرد أن أعبر عن حزننا العميق، يبدو وكأن الألم قد خف وأصبح من الممكن أن نتحمله بالأكثر، وأردت أيضاً أن أشجع غيرتك، لتصلى بالأكثر من أجل الكنيسة فإن موسى النبي صلى من أجل شعبه بدون توقف عندما كانوا في المعركة ضد عماليق، وأبقى هذا القديس يديه مرفوعتين في صلاته، من الفجر إلى انتهاء النهار، حتى انتصروا في نهاية المعركة.
رسالة تعزية لأم فقدت ابنها
من رسالة القديس باسليوس الكبير إلى زوجة نيكتاريوس:
إن أي نوع من الأدوية إذا وضعت على عين ملتهبة، حتى إذا كانت هذه الأدوية خفيفة فسوف تصيبها بالألم، وبالمثل إن النفوس المتألمة حتى كلمات العزاء تكون غير مرغوب فيها، لو قيلت في هذا الوقت الصعب، ولكني أعرف إنني أتكلم مع إنسانة مسيحية، وتعرف الله، وتعرف فناء هذا العالم بالحقيقة، ومن أجل هذا لن أفشل في مهمتي، أيتها المرأة الوقورة.
أول كلام أقوله لكي، حافظي على وقارك، وأنا عارف بالآلام التي تختبرها الأمهات، وأعرف مقدار حبك الشديد، وأعرف جيداً كم أنت تعانى في هذا الوقت الحاضر، لأنك فقدت ابناً محبوباً.
اعلمي أن التدبير الإلهي يعمل في حياتنا، لأن ربنا يسوع المسيح له المجد قال: " أليس عصفوران يباعان بفلس، وواحد منها لا يسقط على الأرض بدون إذن أبيكم " ( مت 10: 29 ).
لأجل هذا فكل شيء يحدث تبعاً لإرادة الله خالقنا، ومن يستطيع أن يقف ضد إرادة الله ؟، ليتنا نتقبل ما يحدث، حتى نستطيع أن نتعامل مع ما حدث، لأنه بدون هذا فأن نفوسنا ستتحطم، ويا ليتنا لا نطلب تصحيح حكم الله، لأننا ليس لنا قوة لنفهم حكمة قراراته الغامضة.
لعل الله يختبر حبك له، والآن جاء الوقت لتظهري صبرك مثل الشهداء. أم المكابيين رأت موت سبعة من أولادها وهى لم تتأوه أو تبكى، ولكنها كانت تشكر الله الذي نجاهم من النيران وعذابات آلام الجسد، لذلك هي مكرمة من الله ومن كل المؤمنين ( سفر المكابيين ).
أنا أعرف أن التجربة هي عظيمة، ولكني مؤمن أن الله سيعطى المكافأة للذين يتألمون بصبر.
عندما أصبحت أماً، ونظرت إلى طفلك وشكرت الله، عرفت أيضاً أنك سوف تموتي، وإنك ولدت إنساناً لابد أيضاً أن يموت، فما هو الغريب الآن أن يموت من هو لابد أيضاً أن يموت؟ لعل الحزن من أجل من مات قبل الوقت؟ لأننا لا نعرف الوقت المضبوط لولادة إنساناً، ولا نستطيع أن نعرف النهاية المحتمة لحياة هذا الإنسان.
أنظري للعالم من حولك، وسوف ترين إن كل شيء فيه مؤقت، أنظري إلى السماء فهي سوف تتحطم، والشمس التي سوف تسقط، كل النجوم، والحيوانات على الأرض، والأسماك في البحار، وكل شيء جميل، وحتى الأرض نفسها سوف يحدث في لحظة أن تصبح لا شيء.
هذه المعلومة لعلها تعطيك العزاء، لا تفكري في ألمك وأنه غير محتمل، ولكن قارنيه بحالة البشرية جمعاء، فستجدي تعزية عندئذ، وأرجوا أن تضعي زوجك في اعتبارك، وأطلب أن تعزوا بعضكم بعضاً، وساندوا بعضكم بعضاً.