من اجل اسمك يارب تحيينى بعدلك تخرج من الضيق نفسى (مز11:143)
الصلاة العائلية - الاب منير سقّال
الصلاة العائلية
للصلاة العائلية خصائصها . فهيّ صلاة جماعية يقوم بها الزوجان معاً ، والأهل والأبناء معاً . والاتحاد في الصلاة هو ، في الوقت عينه ، ثمرة هذا الاتحاد الذي يوّفره سرا العماد والزواج ، وهو ما يقتضيه هذا الأخير ، وبالإمكان تطبيق هذه العبارات ، التي أعرب بها الرب يسوع عن وجوده ، على أعضاء العائلة المسيحية خاصة ، وقد قال : " وأقول لكم : إذا أتفق اثنان منكم في الأرض لأن يطلبا حاجة ، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات ، فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، كنت هناك بينهم " ( متى 18/19 ? 20 ) . والموضوع الخاص لصلاة هذه العائلة إنما هو حياة العائلة نفسها التي تبدو في جميع ظروفها كأنها دعوة من الله وتأتي كجواب بنوي على ندائه .
من أخص واجبات الاهلين المسيحيين النابعة من كرامتهم ومن الرسالة الخاصة بالمعمدين ، تربية أبنائهم على الصلاة واستدارجهم شيئاً فشيئاً إلى اكتشاف سر الله وإلى الحوار الشخصي معه . إن العنصر الأهم الذي لا غنى عنه في التربية ، إنما هو مثل الأهل الواقعي والشهادة التي يؤيدها حياتهم : إن الأب والأم اللذين يصليان مع أبنائهما ، فيما يمارسان كهنوتهما الملوكي ، ينفذان إلى أعماق قلوب أبنائهما ويتركان آثاراً لا تقوى على إزالتها أحداث الحياة المتعاقبة . ولنستمع إلى بولس السادس يحضّ الوالدين بقوله : " أيتها الأمهات ، هل تعلّمن أولادكن صلاة المسيحي ؟ هل تعددن أبناءكن مع الكهنة لأسرار عهد الصبا : التوبة والافخارستيا ؟ هل عوّدتنهم ، إذا مرضوا ، التفكير بالمسيح المتألم ؟ والاستعانة بالعذراء مريم والقديسين ؟ هل تتلون في العائلة صلاة الوردية المريمية ؟ وأنتم أيها الآباء ، هل تعرفون أن تصلّوا أحياناً على الأقل ، مع أبنائكم وكل جماعتكم البيتية ؟ إن مثلكم إذا صاحبه تفكير سليم وعمل مستقيم ، وساندته صلاة مشتركة ، له ما للمدرسة المفيدة للحياة من قيمة ، وما لفعل العبادة من استحقاق عظيم . هكذا تدخلون السلام إلى بيوتكم : " السلام لهذا البيت " . تذكروا : هكذا إنكم تبنون الكنيسة "
( خطاب في المقابلة العامة في 11 آب 1976 ).
خاتمـــة
" مستقبل البشرية يتوقف على العائلة " : من اللازم أن يلتزم كل إنسان بواجب المحافظة على ما للعائلة من قيم سامية ومتطلبات ويعمل على تطويرها . وإن يندفع إلى محبة العائلة ، فمحبة العائلة معناها اكتشاف ما يتهددها من أخطار وشرور ، بغية التغلب عليها ، ومحبة العائلة هي بذل جهد الطاقة لخلق الظروف والأجواء التي تساعد على تنميتها وتقدّمها . وإنه لنوع سام جداً من أنواع المحبة أن تعطى مجدداً عائلات اليوم المسيحية ، من الأسباب ما يبعث فيها الثقة بالنفس وبما حبتها الطبيعة والنعمة من وسائل ، وبالرسالة التي وكلها الله إليها ، " أجل ، من الواجب أن تعود عائلات عصرنا إلى سابق عهدها ، من الواجب أن تسير في خطى المسيح) " البابا يوحنا بولس الثاني ، قد اقترب ، 15 آب 1980 ) .
هذا الحديث مقتبس من " إرشاد رسولي ، في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم " ، 1981
- لمزيد من الاستفادة قراءة : " شرعة حقوق العيلة " ، يقدمها الكرسي الرسولي ، 1983
الاب منير سقّال