الإِنسانُ يُحمَدُ بِتَعَقُّلِه و ذو القَلْبِ المُنحَرِف يُزْدرى (ام 12 /8)
بستان الرهبان: أباء الرهبنة: 12 - الأنبا أيوب و الأنبا بيمن واخوتهما
12 - الأنبا أيوب والأنبا بيمن واخوتهما
من هم :<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />
نموذج لحياة الشركة المقدسة
قيل إنهم كانو سبعة إخوة من بطن واحدة ، وصار الجميع رهبان بالاسقيط. فلما جاء البربر وخربوا الاسقيط فى اول دفعة ، انتقلوا من هناك واتوا إلى موضع اخر يدعى " يارين " .. فمكثوا هناك فى بربا .. للاصنام اياماً قلائل.
حينئذ قال انبا ايوب لانبا بيمين : لنسكت جميعنا كل من ناحيته ، لا يكلم احدنا الآخر كلمة البنة وذلك لمدة أسبوع.
فأجابه أنبا بيمين : " لنصنع كما أمرت " ففعلوا كلهم كذلك. وكان فى ذلك البيت صنم من حجر فكان أنبا أيوب يقوم فى الغداة يردم وجه ذلك الصنم بالتراب وعند المساء يقوم للصنم : اغفر لى. وهكذا كان يفعل طول الأسبوع. فلما انقضى الأسبوع تقوم بالغداة وترد وجه الصنم ، وعند المساء تقول له اغفر لى. أهكذا يفعل الرهبان؟ فأجاب أنبا أيوب : لما رأيتمونى وقد ردمت وجهه ، هل غضب؟ قال : لا . فقال ولما تبت إليه هل قال : اغفر لك؟ قال : لا. فقال أنبا أيوب لإخوته: ها نحن سبعة إخوة. إن أردتم ان يسكن بعضنا مع بعض فلنصر مثل هذا الصنم الذى لا يبالى بمجد او هوان وان لم تؤثروا ان تكونوا هكذا فها هى أربع طرق أمامكم وليذهب كل واحد حيثما يشاء.
فأجابه إخوته قائلين : " نحن لله ولك ، ونحن مطيعون لما تشاء " فاختاروا احدهم ليهتم بالمائدة ، وكل ما كان يقدمه لهم كانوا يأكلونه ، ولم يقل أى واحد منهم: احضر شيئاً أخر. ولا قال احدهم : " لا نريد هذا أو لسنا نشتهى ذاك". وكان أنبا يعقوب يدبرهم فى أعمال أيديهم ، أما أنبا بيمين فقد كان معلماً لهم فى طريق الفضيلة.
هكذا اجتاز الإخوة ايامهم بسلام. بركة صلاتهم تكون معنا. آمين