فسوف يأتي ابن الإنسان في مجد أبيه ومعه ملائكته، فيجازي يومئذ كل امرئ على قدر أعماله ( مت 16 /27)
بستان الرهبان: تدبير الروح: 3 /2 الصلاة: رابعاً - بعد الصلاة
بعد الصلاة
(أ) استجابة الصلاة
+ قال أنبا زينون :
" من يريد أن يسمع الله صلاته بسرعة ،
فإنه إذا وقف يصلى، ليبسط يديه أولاً ، ويطلب من أجل أعدائه بضميره كله ،
قبل أن يصلى من أجل نفسه ، بهذه الفضيلة يستجيب الله له في كل مسألة " .
+ قال مار أسحق :
" كما أن شعاع النار لا يمكن أمساكه عن
الطوع إلى فوق ، هكذا صلاة الرحيمين لا يمكن الا أن ترقى إلى السماء أما
الحقود فيستثمر من صلاته ما يستثمره الزارع في البحر من الحصاد .
(ب) الارتقاء بالفكر
+ قال شيخ :-
" لتكن الأرض لك شبه السماء وأنظر لئلا
تتفكر بالأرضيات وأنت قائم فيها. قيل عن الأب دقينوس أنه كان يبسط يديه
بسرعة عند الصلاة ، فكان عقله يخطف إلى فوق، فإذا اتفق أن صلى معه أخوه،
فأنه كأن يحرص على ألا يرفع يديه لئلا يخطف عقله .
+ وقال آخر :
" في خدمتى وصلاتى لست أعرف تعباً،
لأنه ليست فيها حركة من هو أى،
بل أظل منصتا للروح الساكن في وأتلذذ، وهذا هو المقصود مما قيل : "
أن الروح يصلى بدلاً عنا " .
+ وقال أبا اسحق :
كنت جالسا في إحدى المناسبات مع أنبا
بيمين فلاحظت أنه كان في حالة دهش عظيم. وبما كان لى من تأثير عليه طلبت
منه بالحاح قائلاً : " فيم تفكر يا أبى ؟ " وبعد الحاح شديد أجاب قائلاً :
" كنت أتأمل في موضع الصلب، حيث كانت
القديسة مريم حاملة الإله، واقفة تبكى بجوار صليب مخلصنا ، كنت أتمنى أن
أشعر بمثل هذا كل الأوقات.
+ ومرة جاء إلى أنبا سلوانس تلميذه
زكريا، ووجده في حالةصلاة الدهش ويداه مرتفعتان الى السماء فخرج وأغلق
الباب، ثم عاد في الساعة التاسعة فوجدة على نفس الحالة ، وعندما رجع نحو
الساعة العاشرة وجده مازال على نفس الهيئة فطرق الباب ودخل ، فرآه في حالة
صمت ثم قال له : " ماذا حدث لك اليوم يا أبي" أجاب الشيخ : " كنت أشعر بضعف
ومرض يا أبي " . لكن التلميذ أمسك بقدميه وقال : " لن أطلقك أن لم تخبرنى
بما رأيته " فقال له الشيخ : " عاهدنى أن لا تكشف الأمر لأحد قبل أن أنطلق
عن الجسد وأنا أخبرك " ولما توسل إليه التلميذ أجاب الشيخ .
" أختطفت إلى السموات ، ورأيت العظمة
التى لربنا ومكثت هناك حتى الأن حيث طردت " .
+ ولما كان الأب سلوانس بطور سينا ،
أرسل تلميذه في خدمة وقال الشيخ في نفسه : " أقوم الأن وأسقى البستان "
فخرج وكان وجهه مغطى ، وما كان ينظر سوى أثره فقط ، وفي ذلك الوقت أتى أليه
أخ ، زائر له ، وكان يتأمل ماذا يصنع ، في حين أن الشيخ لم يكن يبصره ،
فلما جاء إليه الأخ ، قال له : " لماذا غطيت وجهك يا أبي تسقى البستان ؟ "
فقال : " قلت لئلا تبصر عيناى الشجر، فينشغل عقلي عن شغله " .
وفجأة أخذ مبهوتاً وسقط على
وجهه ، ومن بعد حين قام باكيا ، فقال له الاخوة : " ما الذي أبكاك يا أبانا
؟!" فسكت باكيا، فلما أكرهوه على الكلام قال : " أنى أختطفت إلى موضع
الدينونة ورأيت كثيرين من جنسنا يساقون إلى العذاب، وكثيرين من العلمانيين
منطلقين إلى الملكوت !" ، وناح الشيخ ولم يشأ أن يخرج من القلاية ، وإذا
أكره على الخروج ، فإنه كان يستر وجهه ببرنس قائلاً : " لماذا أرى هذا
الضوء ؟ ".