أَصْغِ إِلَيَّ و أستَجِبْ لي فإِنِّي أَهْذي في شَكْوايَ و أَئِنّ (مز 55 /3)
بستان الرهبان: تدبير الروح: 3 /3 التوبة: أولاً - حاجتنا الى التوبة
التوبة
حاجتنا إلي التوبة
+
سئل أنبا بيمن
" ما هي التوبة
؟ " فقال : " الاقلاع عن الخطية وأن لا يعاود فعلها ، لأنه لذلك دعي
الصديقون لا عيب فيهم ، لأنهم أقلعوا عن الخطية فصاروا صديقين " .
+ قال القديس مقاريوس الكبير
:
" كما أن الماء اذا تسقط علي النار يطفئها ويغسل كل ما أكلته . كذلك أيضا
التوبة التي وهبها لنا الرب يسوع تغسل جميع الخطايا والأوجاع والشهوات التي
للنفس والجسد معا"
+ قال القديس موسي الأسود :
من كان حكيما وعمله بحكمة فلا ينبغي له أن يسلم وديعته من دون
اعمال صالحة كي يستطيع الخلاص من تلك الشدة .
فلنحرص اذن بقدر استطاعتنا والرب
يعين ضعفنا ، لأنه قد عرف أن الانسان شقي ولذلك وهب له التوبة مادام في
الجسد .
+ أيها الحبيب
ما دامت لك فرصة فارجع وتقدم الي المسيح بتوبة خالصة ، سارع قبل أن
يغلق الباب فتبكي بكاء مرا ، فتبلل خديك بالدموع بدون فائدة . أجلس وترقب
الباب قبل أن يغلق أسرع واعزم علي التوبة ، فان المسيح الهنا يريد خلاص
جميع الناس وأتيانهم الي معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك .
+ وقال مار اسحق :
+ بالحقيقة أن المعمودية والايمان هما أساس كل خير ، فيهما دعيت ليسوع
المسيح لأعمال صالحة . بالأيمان يدرك العقل الأسرار الخفية كما يدرك البصر
المحسوسات .
+ المعمودية هي الولادة الأولي من الله . والتوبة هي الولادة
الثانية .. كذلك الأمر الذي نلنا عربونه بالايمان بالتوبة نأخذ موهبته
.
+ التوبة هي باب الرحمة المفتوح للذين يريدونه . وبغير هذا الباب لا
يدخل أحد الي الحياة لأن الكل أخطأوا كما قال الرسول : وبالنعمة نتبرر
مجانا ?
فالتوبة اذن هي النعمة الثانية وهي تتولد في القلب من الايمان والمخافة .
بر المسيح يعتقنا من بر العدالة ، وبالايمان باسمه نخلص بالنعمة مجانا
بالتوبة .
+ سئل مرة مار اسحق : " ما هي التوبة ؟ " فقال : " قلب منسحق "
+ التوبة هي أم الحياة
، تفتح لنا بابها بواسطة الفرار من الكل ، نعمة المعمودية التي ضيعناها
بانحلال سيرتنا ، تجددها فينا المعمودية بواسطة افراز العقل ، من الماء
والروح لبسنا المسيح ولم نحس بمجده ، وبالتوبة ندخل النعيم ، وبنعمة
الأفراز التي لنا نتطهر . العادم من التوبة خائب من النعيم المزمع أن يكون
، القريب من الكل بعيد عن التعزية ، اما المبتعد عن الكل بافرازه فهو تائب
بحق ، توبة مع احاديث تشبه خابية مثقوبة .
+ مبدأ التوبة هو الاتضاع الذي بلا زي مشوش .
+ التوبة هي لباس الثياب الحسنة الضوئية .
التوبة كثيرون يعدون ويتظاهرون بها
، وليس من يقتنيها بتحقيق الا المحزون ، وكثيرون يسرعون نحو الحزن ، فلا
يجده علي الحقيقة الا الذي قد اقتني الصمت علي الدوام ، كل من هو كثير
الكلام ويخبر بأمور عجيبة ، أعلم أنه فارغ من الداخل ، الحزن الجواني هو
لجام الحواس .
+ من زل وأخطأ ، وعرف سبب مرضه فأنه بسهولة يشفي بالتوبة .
عواقب الخطية .
+ قال الشيخ :
" لا يوجد أرداً من الانسان الخاطيء ، لا الخنزير ولا الكلب ولا الضبع ،
لأن هذه البهائم قد حفظت رتبتها . أما الانسان الذي خلق علي صورة الله
ومثاله ، فانه لم يحفظ طقسه . " فالويل للنفس التي اعتادت الخطية ، فأنها
مثل الكلب الذي اعتاد زهومات اللحامين ( الجزارين ) وقاذواتهم ، فهو يضرب
ويطرد ، فاذا تخلي قليلا ، عاد ثانية الي الزهومات ؟، ولا يزال كذلك حتي
يقتل " .