مِنَ الشَّرِّ صُنْ لِسانَكَ و مِن كَلامِ الغِشِّ شَفَتَيكَ ( مز 34 /14)
بستان الرهبان: تدبير الروح: 3 /4 الاتضاع: أولا - ما هو ؟
الإتضاع
ما هو ؟
+ سئل شيخ :
" ما هي أعظم الفضائل ؟ " فقال : " اذا كانت الكبرياء أشر الخطايا حتي أنها اهبطت طائفة من السماء إلي الأرض ، فمن البديهي أن يكون الاتضاع الحقيقي المقابل لها أعظم الفضائل ، اذ هو يرفع الانسان من الأعماق الي السماء ، وقد طوبه الله قائلا : " مغبوطون أولئك المساكين بالروح ? أي المتضعين بقلوبهم ? فان لهم ملكوت السموات " .
+ قال شيخ :
" ان خاتم المسيحي الظاهر هو الصليب ، وخاتمه الباطن هو الاتضاع فهذا مثل صليب الرب ، وذلك مثل خلقه " .
+ وقال آخر :
" الاتضاع هو شجرة الحياة ، التي لا يموت آكلوها " .
+ كذلك قال :
" الاتضاع هو ارض حاملة للفضائل ، فان هي عدمت الفضائل ، فبالكمال قد هلكت " + قال القديس انبا اغاثون :
" أكليل الراهب الاتضاع " .
+ قال أنبا موسي الاسود :
" تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها ، والكبرياء هي أساس الشرور كلها " .
+ سئل شيخ من الرهبان : " ما هو الاتضاع ؟ " ..
" فقال : " انه عمل كبير الهي ، وطريقه متعبة للجسد ، وأن تعد نفسك خاطئاً وأقل الناس كلهم " .
فقال له الأخ : " وكيف أكون أقل الناس ؟ " .
أجابه الشيخ : " ذلك بألا تنظر الي خطايا غيرك ، بل تنظر الي خطاياك ، كما تسأل دائماً أن يرحمك " .
+ قال القديس باخوميوس :
" سألني أحد الأخوة مرة قائلا : قل لي منظرا من المناظر التي تراها لنستفيد منه . فأحبته قائلا : " أن من كان مثلي خاطئا لا يعطي مناظر ولكن أن شئت أن تنظر منظرا بهيا يفيدك بالحق فاني أدللك عليه وهو : اذا رأيت انسانا متواضع القلب طاهرا فهذا أعظم من سائر المناظر ، لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يري . فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل " .
+ سئل ما اسحق : " ما هو الاتضاع ؟ " .
فقال : " هو ترك الهوي ، والسكون من كل أحد . الاتضاع يتقدم النعمة ، والعظمة تتقدم الأدب ، ان المتعظم بالمعرفة بضميره يسقط في التجديف ، والمبتهج بفضيلة العمل يسقط في الزني ، والمترفع بالحكمة يسقط في فخاخ الجهل المظلمة . أن جمع المتواضع لمحبوب عند الله تعالي كجماعة السيرافيم ، ان الجسم العفيف لكريم عند الله تقدس اسمه أكثر من الضحية الطاهرة وذلك أن هذين ، أعني الاتضاع والعقة ، ضامنان للنفس بحلول الثالوث الأقدس فيها "
+ وقال أيضاً :
" قال الآباء أن الفضائل الثلاثة الآتية جليلة جدا ومن يقتنيها يستطيع ان يسكن في وسط الناس وفي البراري وحيثما أراد . وهي : أن يلوم الانسان نفسه في أسفل لن يقع ومن ذلك يتبين أن المتعالي هو الذي يسقط بسرعة .
+ تحدث القديس أرسانيوس :