مَنِ اْهانَ بِقَريبِه يَخطَأ و الَّذي يَرحَمُ المَساكينَ طوب لَه (ام 14 /21)
بستان الرهبان: تدبير الروح: 3 /4 الاتضاع: ثاثياً - دعوة اليه
دعوة إليه
+ قال أنبا
موسي الأسود :
لنلزم الأتضاع في كل امر وفي كل عمل .
+ قال أنبا
أغاثون :
" أن شرف التواضع عظيم وسقوط المتعاظم فظيع جدا واني اشير عليكم بان تلزموا
التواضع فلن تسقطوا أبداً .
+ قال أنبا
باخوميوس :
-
أسلك طريق الاتضاع لأن الله لا يريد
المتواضع خائبا . لكنه يسقط المتكبر وتكون سقطته شنيعة فأغلب أعداءك بترك
الكبرياء واحذر طلبها لئلا تفرح أعداءك .
-
احذر من تكبر القلب لأنه أشنع
الرذائل كلها .
-
ليكن رأسك منكسا ونظرك الي أسفل
نواتضع بقلبك وأهزم الكبرياء وابتعد عن ألهم .
-
التصق بمخافة الله وكن متواضعا
لتكون فرحا ، لأن الفرح يتمشي مع الاتضاع .
كن متضعا ليحرسا الرب ويقويك . فأنه يقول انه ينظر الي المتواضعين .
-
كن وديعا ليحكمك الرب ويملأك معرفة
وفهما . لأنه مكتوب : أنه يهدي الودعاء بالحكم ويعلم المتواضعين طرقه
وحينئذ يثبتك أمامه ويهيء لك السلامة في جميع سبلك .
+ قال شيخ :
" من ليس فيه أتضاع فمن شأن الشياطين أن يودعوه " .
+ قال كذلك
:
" لا يمكننا أن نحوز ربنا داخلنا بدون تواضع وتعب كثير وصلاة فتور " .
+ قال أيضاً
:
" كما أن الأرض لا تسقط أبداً لكونها موضوعة هكذا الي أسفل كذلك من وضع
ذاته لا يسقط أصلا " .
+ قال أخ
لشيخ :
" أني أري فكري دائما مع الله " فقال له : الأعجب من هذا ان تري نفسك تحت
جميع الخليقة ، فلا سقوط مع الاتضاع ".
+ وسئل : "
ما هو الاتضاع ؟ "
فقال : " أن تحسن الي من اساء اليك ، وتسكت في جميع الأمور " .
+ وقال شيخ
:
" باب الرحمة هو الاتضاع ومنه دخل آباؤنا الي الملكوت بغنيمة عظيمة
" .
+ سئل
شيخ : " ما هو كمال الراهب ؟ "
فقال : " الاتضاع ، فمتي بلغ الانسان الي الاتضاع فقد اتي الي الكمال
" .
+ قال أنبا
بيمين :
" كما أن الأرض لا تستحق لنها أسفل ، هكذا من يضع نفسه لا يسقط
" .
+ وسأل أخ
شيخا قائلا : " ما هو نياح الراهب
؟ "
فقال : " التواضع ، لأن بدونه لا يكون نياح ، وبمقدار نزوله في التواضع
يكون مقدار صعوده الي علو الفضيلة
" .
فسأله أيضاً : " وكيف تقتني النفس الفضيلة ؟ " فقال : " اذا هي اهتمت
بزلاتها وحدها " .
+ قال شيخ :
" ان نزل الاتضاع الي الجحيم فأنه يصعد حتي السماء ، واذا صعدت العظمة الي
السماء فأنها تنزل حتي الجحيم
" .
+ قال الأب
أورانيوس :
" يجب أن تقتني لنفسك دائما : تواضعا ، وفزعا ، وكثرة نوح وقلة طعام
" .
+ قالت الأم
تاؤدوره :
" لا نسك ولا تعب ، ولا صوم ، يقوم مقام التواضع الكامل ، لأنه قيل عن
انسان متوحد كان يخرج الشياطين ، فسألهم قائلا : بماذا تخرجون ، أبالصوم ؟
فقالوا : نحن ما نأكل قط . فقال : أبا لسهر ؟. فقالوا نحن لا ننام . فقال :
أبترك العالم ؟ فقالوا : أن مساكننا البراري والخرائب . فقال لهم : فبماذا
تخرجون أذن ؟ فأجابوه : لا يوجد شيء يسحقنا غير التواضع . فالأتضاع هو غلبة
الشياطين " .
+ قالت
القديسة سفرنيكي :
" كما أنه من غير الممكن أن يصلح بغير مسمار ، كذلك لا يمكن أن يوجد خلاص
بغير تواضع " .
+ سأل أخ
شيخا : " ما هو نمو الانسان وتقويمه ؟ " .
قال الشيخ : " نمو الانسان وتقويمه هو الاتضاع ، لنه مادام الأنسان سائرا
نحو فضيلة الأتضاع ، فأنه سائر الي قدام وهو ينمو " .
+ قال
القديس مكسيموس :
" من أحكم الاتضاع ، فقد أحكم كل الفضائل ؟
" .
+ كذلك سأل
شيخا : " كيف يخلص الانسان " .
فقال له " يخلص الانسان بالاتضاع ، لأنه كلما وضع الانسان نفسه الي أسفل
أرتفع الي فوق ومشي الي قدام
" .
+ قال مار
افرام :
"بدء الصالحات وكمالها هو حد الاتضاع بمعرفة حقيقة ، لأن المعرفة مقترنة
بالتواضع"
+ قال القديس برصنوفيوس :
" اقتن الاتضاع فأنه يكسر جميع فخاخ العدو
" .
+ قيل عن
الأب أموناس :
أن اتاه أخ يطلب منه كلمة منفعة ، وأقام عنده سبعة أيام ، ولم يجبه الشيخ
بشيء ، وأخيراً قال له : " انطلق وانظر لذاتك أما أنا فأني خاطيء ، وخطاياي
قد صارت سحابة سواء مظلمة حاجزة بيني وبين الله " .
+ وقال مار
اسحق :
" بلا اتضاع لا يتم عمل العابد ، ومن لا يتم عمله لا يختم كتاب حريته بخاتم
الروح . ومن لا يختم كتاب حريته بخاتم الروح فأنه يكون عبدا للأوجاع ولا
يتضع الا بالبلايا".
+ ومن أجل ذلك يترك الله البلايا والتجاري علي محبي البر حتي يعرفوا ضعفهم
اذ أن البلايا تولد الاتضاع وربما كسر قلبهم بأوجاع طبيعية ، وربما بشتيمه
الناس لهم وأمتهانهم وأحيانا بالفقر والمرض والاحتياج . وأحيانا أخري
بالخذلان ليأتي عليهم الشيطان بأفكار قذرة وكل ذلك عساكر يحسون بضعفهم
فيقنعوا حتي لا يعبر نعاس العفلة .
فينبغي لكل انسان اذن أن يتيقظ
دائما ويفكر في أنه مخلوق ، وكل مخلوق محتاج الي معونة خالقه فيطلب حاجته
ممن هو عارف تماما بما يحتاج اليه فهو قادر أن يعطيه احتياجه .
ان كنت محبا للتواضع لا تكن محبا
للزينة ، لأن الانسان الذي يحب الزينة ، لا يقدر أن يحتمل الازدراء ، ولا
يسرع الي ممارسة الأعمال الحقيرة ، ويصعب عليه جداً أن يخضع لمن هو دونه ،
ويخجل من ذلك ، أما المتعبد لله فأنه لا يزين جسده .
وأعلم ان كل من يجب زينة الجسد هو ضعيف بفكره ، ولا تري له حسنات وكل من
يحب الريح المنظور ، لا يقدر أن يقتني محبة حقيقية مع احد ، وكل من يسرع
الي الكرامة ، فأنه متعبد لهذا العالم . أن كنت تكره فأعلي هذا فأبعد عن
فعلهم .
والاتضاع والعفة يتقومان بالاحتقار
، والذي يحب الزينة والكرامة لا تسأله عن حقيقتهما ، أن كنت محبا للعفة فلا
تكن محبا للطياشة ، لأن الملاقاه التي تعرض لك بواسطة الطياشة ، لا تتركك
لكي تتمسك بالعفة في نفسك باحتراس ، لأن كل متواضع ، وكل من هو محب لله يحب
الحبس والجلوس في القلاية ، انسان طياش لا يمكنه ان يحفظ الحق في نفسه من
غير دنس .
ومعرفة الحق تلد الاتضاع ، المتضع
بقلبه متضع بجسده ايضا ، والمتوقح بجسده متوقح كذلك بقلبه ،
والمضطرب بجسده ، مضطرب أيضاً بقلبه ن والمضطرب بقلبه جاهل بعقله ، ومن هو
جاهل بعقله رديئة هي طرقه ، ومن كانت طرقه رديئة فهو مائت بالحياة .