خَلِّصْ يا رَبُّ، فإِنَّ الصَّفيَّ قدِ أنقَرَض و الأَمينَ مِن بَني آدَمَ قد زال ( مز 12 /2)
بستان الرهبان: تدبير المحبة: 5 /3: الراهب والعالم
الراهب والعالم
( 1 ) الراهب والعالم
+ قال شيخ :
جاهل ، ذاك
الذي يوجد في ذكره شيء من العالم ، ما خلا الميراث الذي يأخذه أعني القبر
فقط ..
+ قال مار اسحق :
كما أنه لا يتمكن من قد حبس
رأسه في بئر عميقة مملوءة ماء ، من استنشاق هواء هذا الجو المتدفق في
الفضاء ، هكذا من غطس ضميره باهتمامات الأمور الحاضرة ، فأنه لا يمكن أن
تقبل نفسه استنشاق حسن العالم الجديد .
+ وقال كذلك :
ان الذي يلتقي بالناس يلزمه أن
يكون باشا بوجهه ، وأما بقلبه فليتنهد .
+ من أقوال
القديس يوحنا التبايسي :
ان البيت لا يمكن أن يبني من
فوق الي أسفل ، بل من الأساس إلي فوق .
فقالوا له : ما معني هذا القول
؟ .
فقال لهم :
أن أساس كل عمل هو المحبة
للقريب فيجب علينا أن نربحه
قبل كل شيء ، لأن وصايا المسيح الهنا كلها متعلقة بهذا .
+ ومن أقوال
القديس يوحنا القصير :
كن حزينا علي الذين هلكوا ، كن
رحيما علي الذين طغوا ، كن متألما مع المتألمين ، مصليا من أجل المخطئين .
( ب ) الراهب والرحمة
+ قال الشيخ
الروحاني :
- من يترحم علي انسان ، فان باب
الرب مفتوح لطلباته في كل ساعة .
- ذو الافراز ، بكسرة خبز يشتري
لنفسه الملكوت ، ومن يفرق ماله بغير افراز ، فباطل هو عمله .
- من يفرح بحسنات كل الناس ،
تفيض عليه الحسنات من الرب ، ومن يحزن بصلاح حال الآخرين ، فليس بعد ذلك من
شر ، وبسرعة يكون انكساره .
+ قال شيخ :
جيد ان يوجد اسمك مكتوبا في
بيوت المساكين والأرامل والضعفاء ، ذلك أفضل من أن يوجد مكتوبا في بيوت
باعة الخمر .
+ قالت الأم
القديسة سارة :
جيد ان يصنع الانسان رحمة ولو
من أجل الناس ، فيأتي فيما بعد الي ان يرضي الله .
+ عند وفاة
الأب توما لتلاميذه :
لا تكن أياديكم مبسوطة للأخذ ،
بل بالحري للعطاء .
+ كان لراهب ثوب جيد ، فتصدق به
علي مسكين ، وبعد يوم مر الراهب بالمدينة ، فأبصر ثوبه علي زانية، فحزن جدا
، فتراءي له ملاك الرب وقال له :
لا تحزن لأجل أن ثوبك لبسته
زانية، لأنك ساعة دفعته لذلك المسكن لبسه المسيح وأن كان ذاك قد أعطاه
للزانية فهو يحمل أثمه علي نفسه .
+ قيل عن
شيخ :
أنه كان كثير الرحمة ، فحدث
غلاء عظيم ، ولكنه لم يتحول عن فعل الرحمة ، حتي فقد كل شيء له ، ولم يبق
عنده سوي ثلاثة خبزات ، فحين أراد أن يأكل أحب الله امتحانه ، وذلك بأن قرع
سائل بابه ، فقال لنفسه جيد لي ا، أكون جائعا ، ,لا أرد أخ المسيح خائبا في
هذا الغلاء العظيم ، فأخرج خبزتين له ، وأبقي لنفسه خبزة واحدة وقام يصلي
وجلس ليأكل ، واذا سائل آخر قد قرع الباب ، فضايقته الأفكار من أجل الجوع
الذي كان يكابده داخله ، ولكنه قفز بشهامة ، وأخذ الخبزة وأعطاها للسائل
قائلا : " أنا أؤمن بالمسيح ربي ، أني اذا أطعمت عبده في مثل هذا الوقت
الصعب ، فأنه يطعمني هو من خيراته التي لم ترها عين ، التي أعدها لصانعي
ارادته " .
ورقد جائعا ، وبقي هكذا ثلاثة
أيام لم يذق شيئا ،وهو يشكر الله ، وبينما كان يصنع خدمة بالليل ، جاءه صوت
من السماء يقول له : لأجل انك أكملت وصيتي ،وغفلت عن نفسك وأطعمت أخاك
الجوعان ، لا يكون في أيامك غلاء علي الأرض كلها " فلما أشرق النور وجد علي
الباب جمالا محملة خيرات كثيرة ، فمجد الله وشكر الرب يسوع المسيح ، ومن
ذلك اليوم عم الرخاء الأرض كلها .
+ كان راهب
مسكينا لا يملك شيئا :
لكنه كن رحيما ، فأتاع سائل
يطلب صدقه ، ولم يكن عنده سوي خبزة واحدة فدفعها اليه ،ولمت السائل قال له
لست محتاجا الي خبزة ، بل الي ثوب . فأراد الأخ اقناعه فأخذه بيده وأدخله
الي القلاية ، فلما أبصر السائل أنه ليس له شيء غير الثوب الذي علي جسده رق
له وصب تليس خبز كان معه .
+ كان رئيس
دير أبا لمائتي راهب .
هذا زاره السيد المسيح بصورة
شيخ مسكين ، فسأله البواب أن يقول للمعلم عنه ، فدخل فوجده يخاطب آخرين
فصبر ثم عرفه ، فقال له : دعنا في هذا الوقت ، فتأخر البواب .
وعند الساعة الخامسة زارهم رجل
موسر ، فتلقاه رئيس الدير بسرعة ، فتقدم ربنا السائل قائلا : أنا اريد يا
معلم أن أكلمك . ولكن الرئيس لم يلتفت اليه ودخل مسرعا مع ذلك الغني ليصلح
له طعاما ، بمعني لأنه غريب ، وبعد الأكل شيعه الي الباب ، ونسي المسكين
الغريب الي المساء ولم يقابله ، ثم انصرف الرب ، بعد أن رأسيله علي لسان
البواب قائلا : " قل للمعلن أن كنت تري كرامة وتشريفا فذلك لأجل سالف تعبك
، اني مرسل لك أقواما يزورونك من اربع جهات الدنيا ، وأما خيرات ملكوتي
فعلي هذا الوضع لا تذوقها " . فعرف حينئذ أن الشيخ المسكين هو الرب ، وندم
.
+ أخبر بعض الشيوخ
:
عن رجل يعمل فاعلا في البساتين
، ويتصدق بجميع أجره خلا قوته ، ثم سوس له الشيطان قائلا له : " ها قد قضيت
عمرك جميعه وأنت تتصدق بأجرك ، فهل ضمنت لنفسك عوارض الزمان ؟
اجمع أجرك واحفظه ينفعك " ، فجمع ما استطاع جمعه من أجره .
وحدث بعد قليل وهو يعمل في البستان
، أن دخلت شوكة في رجله وسببت له وجعا شديدا ، فأنفق جميع ما كان معه ، ولم
ينتفع بشيء منه ، وبعد ذلك أبتدأ يسأل ويتجدي من الذين كان يتصدق عليهم ،
وأخيرا انتنت رجله جدا ، فأشار عليه الأطباء بقطعها ، لئلا يتلف الجلد
جميعه والقدم تسوس وأوصوا بسرعة قطعها فورا .
وفي تلك الليلة بينما كان يبكي
ويتنهد ، رجع الي نفسه وندم ، لأنه أخطأ بجمعه الصدقة التي كان يتصدق بها ،
وكان يقول : " أخطأت يارب ، أغفر لي من أجل محبتك لجنس البشر : ، فظهر له
ملاك الرب قائلا له : " اين هي الفضة التي ادخرتها وتوكلت عليها لتعينك في
مرضك ، لقد راح ما جمعته باطلا ، والصدقة التي كنت تصرفها قد جعت واخذتها ؟
"
فبدأ يبكي
ويقول :
" أخطأت اليك ، اغفر لي ، وان رجعت
معافي قويا عدت الي ما كنت عليه اولا " ، فمس الملاك رجله ، وشفيت للوقت ،
وقام من ساعته ومضي الي البستان الذي كان يعمل فيه .
وباكرا حضر اليه الطبيب ، ومعه
المنشار ليقطع رجله ، فقالوا له : لقد مضي الي البستان يعمل فيه . فمضي
اليه الطبيب ، فوجده واقفا يحفر في الأرض وهو صحيح ، فتعجب وسبح الله
وحينئذ عرفه سبب مرض رجله وشفائها ، فمجد الله وانصرف عنه .
فالواجب علينا أن نفحص السبل
التي سلك فيها الرهبان الذين تقدمونا ونستقيم مثلهم ، فنجد أمورا كثيرة جدا
قالوها وصنعوها ، لأن واحدا منهم قد قال أن الأكل بضيق ، والحياة بغير تلذذ
، أذا اقترنا بالمحبة يوصلان الراهب بسرعة الي ميناء عدم الأوجاع ، وقد
شفيا فعلا أحد الاخوة من خيالات الليل التي كان يقلق منها ، أذ أمر أن يخدم
المرضي وهو صائم فخفت عنه ، وحينئذ قال : أن أمثال تلك الأغراض لا يستطيع
أحد اجتنابها الا بالرحمة .
+ حدثنا
القديس أنبا زوسيما عن خبر سمعه من أنبا تادرس :
أنه في مدينة الاسكندرية في
أيام يوحنا الأسقف الذي من نيقية ، كانت صبية وثنية مات والداها وخلفت لها
ثروة كثيرة . ومرة أثناء نزهتها في بستانها شاهدت رجلا يريد أن يخنق نفسه .
فأسرعت اليه ومنعته وسألته عن سبب ذلك . فعرفها أنه في ضيقة بسبب ديونه
الكثيرة وضغطات الدائنين عليه وأن الموت أحسن من هذه الحياة المحزنة .
فتعهدت له بتسديد ديونه حتي لو كلفها ذلك كل أملاكها ولا يهلك نفسه هكذا .
وقد كان . فسدد الرجل ما عليه من ديون وأنفق في ذلك معظم أموال الفتاة
تقريبا وبعد أيام ضاق بها الحال واحتاجت هي الأخري بعد أن بذلت معظم
ميراثها وثروة والديها لهذا الرجل . واذ لم يكن لها من يهتم بذلت جسدها
للزنا .
ولكن الله رب الرحمة والحنان لم
يشأ لها هذه الحياة ، واذ أراد مكافأتها سمح لها بمرض . وبينما هي علي فراش
المرض عادت الي ذاتها وندمت علي فعلها وعزمت أن تصير مسيحية . واذ أخذت
تتعافي ويتركها المرض قال لجيرانها : اعملوا علي نفسي رحمة وأسألوا البابا
أن يجعلني مسيحية ، ولكنهم تهاونوا جميعهم بها . وقالوا من يقبل هذه وهي
زانية وقد شاع ذكرها . فحزنت الصبية واغتمت لتهاونها بها
. ولكن ملاك الرب وقف بها في صورة الرجل الذي رحمته وقال لها ما
حالك عرفيني ، فأنا هو الذي رحمتيني . فقال له اني أشتهي أن أصير مسيحية
وليس لي من يتكلم من أمري ويهتم بي . فقال لها هل بالحقيقة تشتهين ذلك من
كل قلبك . فقال نعم .. واتضرع اليك أن تعينني ان اساتطعت . فقال لها : لا
يحخزنك هذا ابدا ولا يعمك فأنا أحضر من يحكلك الي الكنيسة . ثم احضر ملاكين
آخرين حملاها الي الكنيسة وتمثل الثلاثة بصورة اشخاص من ذوي الجاه والعظمة
في المدينة المعروفين في حاشة وكيل الملك . فحضر القسوس بسرعة والشماسة
المكلفون بالمعمودية . وقالوا اعملوا محبة وعمدوا هذه المرأة .
فأجاب القسوس هل تضمنها محبتكم
. فقالوا نعم ، نحن نضمنها . فأخذوها وعمدوها وألبسوها ملابس بيضاء . ثم
حملها أولئك أيضا وأعادوها الي بيتها وغابوا عنها سريعا .
ولما رآها جيرانها بملابس
سألوها عن الذي عمدها فحدثتهم بكل ما جري لها . فقال لها الجيران ومن هم
هؤلاء الناس الذين حملوك وطلبوا تعميدك ؟ فلم فلم تعرف . فذهبوا للبابا
وعرفوه بخبرها . فأحضر البابا القسوس وسألتهم : هل أنتم عمدتهم هذه المرأة
؟ فقال : نعم ، فقد سألنا فلان وفلان من أكبر البلد في حاشية وكيل الملك أن
نعمدها . ولما دعا البابا أولئك الذين ذكروهم من قصر الولاية وسألهم هل هم
الذين ضمنوها فقالوا : ما عرفنا ذلك وما عملناه أصلا .
حينئذ علم البابا أن الأمر الذي
جري هو من الله ، ولما دعا المرأة سألها : أخبريني
أي صلاح عملت في حياتك يا أبنتي .
فقالت له :
اذ كنت زانية ومسكينة خاطئة فأي
صلاح أعمل . فقال لها البابا : تذكري يا ابنتي هل عملت صلاحا واحدا . فقالت
له قصة الرجل الذي أنقذته من الديون وخلصت حياته من الموت والشنق .وعندما
فرغت من كلامها هذا رقدت لساعتها . فمجد البابا الرب قائلا : عادل أنت يارب
وأحكامك عظيمة جدا جدا .
+ قصة عن
أهمية عمل الرحمة :
أخبر الآباء عن رجل من أهل دمشق
، وجهه الملك في حاحة ، وفيما هو ماض في طريقه ، وجد انسانا ميتا عريانا
علي قاعه الطريق فرحمه ذلك الرجل وخلع ثوبه من عليه والقاه علي ذلك الميت ،
ومضي في طريقه . وبعد أيام وجهه الملك في حاجة ، فبينما هو ماض في الطريق
راكبا وقع من علي دابته فانكسرت رجله وحمل الي منزله وعولج وبعد أيام فسدت
رجله . فتشاور المعالجون فيما بينهم اذا لم تقطع هذه الرجل فجسده يفسد
جميعه ويتهرأ . وانصرفوا ووعدوه أنهم يصيرون اليه بالغداه ، فلما فارقوه
أمر غلامه أن يتبعهم ويسألهم عما يريدون أن يفعلوه . فقالوا له : رجل سيدك
محتاجة الي القطع . اذا صرنا اليه أخرجناه بذلك . فرجع الغلام باكيا وأخبر
سيده بقول الأطباء . فحزن ولم يرقد في تلك الليلة ، وكان عنده مسروج فنظر
الي انسان وقد دخل اليه نصف الليل من الكوة ، فقال له : ما بالك أيها
الانسان حزينا باكيا ، فقال له : وكيف لا أبكي وأحزن وقد أنكسرت رجلي
والأطباء يريدون قطعها .
فقال له :
أرني رجلك . فلما أبصرها مسحها
بيده وقال له : قم امشي أيضا .
فقال له :
رجل عبد يا سيدي مكسورة وكيف
أمشي ؟ ! فقال له : استند علي وامشي . فتقدم يمشي وهولا يعرج ابدا . فقال
له ذلك الانسان : يا أخي أن الرب قال في انجيله المقدس : طوبي للرحماء
لأنهم يرحمون . وأراد الانصراف فقال له : من أجل خاطر الذي أرسلك أما
تعرفني من انت ؟ فأراه ثوبه عليه . وقال له : أتعرف هذا ؟ فقال : نعم يا
سيدي كان لي .. فقال له : أنا ذلك الميت الملقي علي الطريق اليذ القيت علي
ثوبك ارسلني الله لاشفيك فاشكره وأعمل الرحمة فتخلصك من الآفات وتغفر
خطاياك . ولما أتم الكلام انصرف عنه . وقال العليل صحيحا يشكر الله ويسبحه
.
( ج ) الراهب والجزية
+ قال الأب
زوسيما :
اتفق اني كنت مع آخر سالكين مع
علمانيين في طريق نابلي ، فوصلنا الي موضع تجبي فيه ضريبة ، فالعلمانيون
لمعرفتهم الأمر أعطوا ما وجب عليهم من الضريبة ، وأما الأخ الذي كان معي
فأخذ في المقاومة قائلا : أتتجاسرون علي أن تأخذوا خراجا من رهبان ؟ . فلما
سمعته يقول هكذا ، قلت له : ما هذا الكلام الذي تقوله يا أخي . كأنك تريد
أن تطالبهم بأكرامك أكرام قديس أن شاءوا وان ابوا ؟ فيتليتهم كانوا قد
أبصروا ما توقعوه من حسن أجابتك وتواضعك ، فكانوا يخجلون أغفر لنا ، فأعطهم
اذن الجزية كتلميذ وديع للاله الوديع الذي تمسكن ودفع الدرهمين ، ثم اعبر
بسلام .
( د ) الراهب والمحاكم
+ من (
الديارنس ) :
الذي قد نال وقارا بمعرفة مقدسة
وذاق الحلاوة الالهية ، لا يجب له أن يحاكم قط ولا يقيم دعاوي أو يجذب الي
مجلس حكم بالجملة ، حتي ولو سلبه سالب ملابسه ، لأن عدالة السلاطين في هذا
الدهر ليست شيئا بالمرة بالنسبة الي عدالة الله ، والا فأي فارق اذن بين
أولاد الله هذا الدهر ؟ واليك
ما فعله سيدنا المسيح فأنه لما شتموه لم يشتم هو عوضا ، ولما ألموه لم يهدد
، ولما نزعوا ثيابه لم يتكلم ، ويتوجع لأجل خلاصنا ، وما هو اعظم من ذلك
كله ، أنه سأل الآب الغفران لفاعلي المكروه به .
( هـ ) الراهب واللصوص
+ قيل عن شيخ :
انه في وقت أتاه اللصوص وقالوا
له : جئنا لنأخذ جميع ما في قلايتك .
فقال لهم :
خذوا ما شئتم أيها الأولاد .
فلما اخذوا جميع ما وجدوه مضوا ونسيوا مخلاة كانت مستورة بخوص ، فلما نظرها
الشيخ أخذها وخرج مسرعا وراءهم وهو يصبح : يا بني ، خذوا ما قد نسيتم .
فلما رأوا ذلك منه عجبوا من دعته وسلامة قلبه ، وردوا كل ما أخذوه الي
قلايته ، وقال بعضهم لبعض : بحق أن هذا رجل الله . وكان ذلك سبب توبتهم
وتركهم ما كانوا عليه من اللصوصية .
+ نهب انسان مال أحد الحكماء
فلم يغضب عليه ، فقيل له : لماذا لم تغضب علي الذي نهب مالك ؟ . فقال اني
شبهته بالموت لأن الموت ينتزع كل انسان منماله ولا يغضب عليه أحد .
( و ) الراهب والأشرار
+ قصد الأب يوحنا السرياني
اناس اشرار خبثاء ن فأخذ ماء في
طست وغسل أقدامهم ، فما كان منهم الا ان احتشموا منأكرامه لهم ، فتابوا .
+ قال شيخ :
ان انت قصدت الاحسان الي
الاخييار والاساءة الي الأشرار فمنزلتك منزلة قاضيلا عابد .
+ سأل أخ
أنبا سيصوي الصعيدي :
اذا كنت جالسا في البرية وقدم
بربري وأراد قتلي ، وقويت عليه ، أفا أقتله ؟
فأجاب الشيخ
:
لا ، لكن سلم الأمر لله ، لأن
أي محنة تأتي علي الانسان ، ليس له الا أن يقول : أنها من أجل خطاياي .
+ قال
الأنبا أثناسيوس :
اهتم بعمل الخير حسب قوتك من
أجل الله ، لاسيما مع المسيئين اليك ومبغضيك ، لكي تغلب الشر الذي فيهم من
نحوك .
+ قال
القديس يوحنا ذهبي الفم :
ان ارت أن لا يتأتي لك حزن فلا
تحزن انسانا ما .
+ قال
القديس اغريغوريوس :
ان كنت غير مذنب عند الاله ،
فلا تغفر للمذنبين اليك ، وان كنت تعلم أنك مذنب ، فسلف الرحمة وقدمها
قدامك ، فان الله يضاعف الرحمة للرحماء .
( ز ) الراهب والأعداء
+ مضي أخ الي الأب سلوانس
واخبره بأن عدوا قد كثر شره وقد
سأل السحرة في اهلاكه ، وأنه يريد ان يسلمه الي السلطان ليؤدبه وتنتفع نفسه
. فقال له الشيخ : اعمل ما شئت . فقال الأخ : اصنع لي صلاة . فقال الشيخ
ليصلي ، ولما بلغ الي قوله : " اغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن أخطأ
الينا "
قال :
" لا تغفر لنا يارب خطايانا ، كما
لم نغفر نحن لمن أخطأ الينا " فقال الأخ : لا تقل هكذا يا ابي .
فأجابه
الشيخ :
اذا كنت تريد أن تنتقم ممن أساء
اليك ، فهذا ما يجب أن يقال يا ولدي وهكذا يكون .
فصنع الأخ مطانية وصفح عن عدوه
.
( ح ) الراهب والهراطقة والرؤساء
+ لما دنت وفاة الأب توما
قال لتلاميذه :
" لا تكن لكم خلطة مع هيراطقي
ولا معرفة برئيس : .
( ط ) الراهب والغرباء
+ قال شيخ
بخصوص قبول الغرباء :
تقبل من يأتيم مثل نبي وصديق فليس لك اجر ، وأن تكن نبيا ولا صديقا ، ولكنك
قبلت من أتاك مثل نبي وصديق فأجر نبي وصديق تأخذ "