عِندَ اللهِ خَلاصي و مَجْدي وفي اللهِ صَخرَةُ عِزِّي و مُعتَصَمي (مز 62 /8)
الاقتداء بالمسيح 3/ 53 : في ان نعمة الله لا تأتلف مع تذوق الارضيات
الفصل الثالث والخمسون
في ان نعمة الله لا تأتلف مع تذوق الارضيات
1 ? المسيح: يا بني، إن نعمتي كريمةٌ، لا تطيق أن تمازج الأشياء الغريبة، ولا التعزيات الأرضية.
فينبغي لك أن تطرح جميع عوائق النعمة، إن رمت الحصول على فيضانها.
إلتمس لنفسك الخلوة، أحبب الإقامة منفرداً مع نفسك، لا تبتغ محادثة
أحد، بل بالحري اسكب صلاتك إلى الله بعبادة، لتحفظ قلبك في الانسحاق،
وضميرك في الطهارة.
إحسب العالم كله كلا شيء، واجعل التفرغ لله، قبل جميع الأُمور الخارجية.
فإنك لا تستطيع، في آنٍ واحد، أن تتفرغ لي وتلتذ في الأُمور الزائلة.
ينبغي لك أن تبتعد عن معارفك وأحبائك، وأن تحفظ ذهنك خالياً من كل تعزيةٍ زمنية.
هكذا الرسول المغبوط بطرس، يستحلف المؤمنين بالمسيح، أن يحسبوا أنفسهم ?كغرباء ونزلاء في هذا العالم1″. (1) 1بطرس 2: 11.
2 ? ما أعظم ثقة المحتضر الذي لا يأسره في العالم حب شيءٍ البتة!
أما أن يكون القلب مجرداً هكذا عن كل شيء، فذاك ما لا يفهمه بعد الروح
السقيم، كما أن الإنسان الحيواني، لا يدرك حرية الإنسان الداخلي.