فاذهَبوا و تَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، و عَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس ( مت 28 /19)
سر الكهنوت المسيحي - شبكة القديس سيرافيم ساروفيم الارثوذكسية
سر الكهنوت المسيحي
هو رأس الهرم في الأسرار إذ بواسطته يتم إتمام باقي الأسرار الإلهية ، وبه يتكرس أناس بنعمة الروح القدس لخدمة الأسرار الستة الباقية.
تأسيس السر:
أسسه يسوع المسيح عندما أعطى لرسله السلطة على حل الخطايا ومسكها ، وعلى التعليم والتبشير. في بداية خدمة الرب يسوع أختار الرب التلاميذ ودعاهم للخدمه " و لما كان النهار دعا تلاميذه و اختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا رسلا" ( لو6 :13) " وبعد ذلك عين سبعين آخرين ايضا و أرسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة و موضع حيث كان هو مزمعا ان يأتي " (لو 10: 1) وقال لهم " ليس انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم و اقمتكم لتذهبوا و تأتوا بثمر و يدوم ثمركم لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي "
الكهنوت خدمة في الملكوت :
أعطاهم الرب سلطان غفران الخطايا " الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء "(مت18: 18) وكرر الرب الوعد ايضا بعد قيامته " و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له و من أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 21-23 ). أعطاهم الرب سلطان الشفاء واخراج الشياطين " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف" (لو9: 1) و " يضعون أيديهم على المرضى فيبرؤون" (مر16: 18 ) "وأقام اثني عشر ليكونوا معه و ليرسلهم ليكرزوا و يكون لهم سلطان على شفاء الأمراض و إخراج الشياطين " (مر3: 15). أعطاهم الرب سلطان سيامة الكهنة والاساقفه وتسليم ووضع الأيادي والفرز للخدمه وهناك مجموعه من الآيات التي تثبت ذلك :" و هو أعطى البعض ان يكونوا رسلا و البعض أنبياء و البعض مبشرين و البعض رعاة و معلمين لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الإيمان و معرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح" (افس 4: 11)" و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13)" فصاموا حينئذ و صلوا و وضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما فهذان اذ أرسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية" (أع 13)" و انتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة ثم صليا باصوام و استودعاهم للرب الذي كانوا قد آمنوا به " (أعمال الرسل 14 : 23) أرسلهم الرب للكرازة وقال لهم "دفع إليّ كل سلطان في السماء و على الأرض فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس و علموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به و ها أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر آمين" ( مت28: 19) وفي الإصحاح العاشر من إنجيل معلمنا لوقا قال لهم الرب ايضا " أية مدينة دخلتموها و قبلوكم فكلوا مما يقدم لكم و اشفوا المرضى الذين فيها و قولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله و أية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها و قولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله . . . . الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي ير ذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني… . و لكن لا تفرحوا بهذا ان الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان أسماءكم كتبت في السماوات " أعطى الرب يسوع تلاميذه الأطهار سلطان إعطاء الروح القدس للفرز للكهنوت واقام الرسل سبعة شمامسة بعد ان اختارهم الشعب ووضعوا عليهم الأيادي " فاختاروا استفانوس رجلا مملوا من الإيمان و الروح القدس و فيلبس و بروخورس و نيكانور و تيمون و برميناس و نيقولاوس دخيلا انطاكيا الذين أقاموهم امام الرسل فصلوا و وضعوا عليهم الأيادي و كانت كلمة الله تنمو و عدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم و جمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان " (أع 6: 2-6)واقاموا كهنه واساقفه في كل كنيسه " بولس و تيموثاوس عبدا يسوع المسيح الى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع اساقفة و شمامسة "(فيلبي 1 : 1). وبهذا لم يبقَ لأحد أن ينكر على الكنيسة إقامتها لهذا السر المقدس.
الكهنوت في الكنيسة:
في وصايا الرسل والتلاميذ نجد مدي احترام الكهنوت " احترزوا اذا لانفسكم و لجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " (أعمال الرسل 20 : 28) وفي وصايا الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس نجد مدي عظمة مسؤولية الأسقف " صادقة هي الكلمة ان ابتغى أحد الأسقفية فيشتهي عملا صالحا فيجب ان يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم غير مدمن الخمر و لا ضراب و لا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم و لا محب للمال يدبر بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار و إنما ان كان أحد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله غير حديث الإيمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس و يجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير و فخ إبليس "(1 تي3) . وعن شروط الشموسيه يقول " يجب ان يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير و لا طامعين بالربح القبيح و لهم سر الإيمان بضمير طاهر و إنما هؤلاء ايضا ليختبروا أولا ثم يتشمسوا ان كانوا بلا لوم. . . . ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين أولادهم و بيوتهم حسنا لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لانفسهم درجة حسنة و ثقة كثيرة في الإيمان "(1 تي3). ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلا " أوص بهذا و علم لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة الى ان أجيء اعكف على القراءة و الوعظ و التعليم لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا " (1تي4: 11-17) . وعن احتمال الألم في الخدمه ينصحه في الرسالة الثانية قائلا " اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب و غير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة و تعليم لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكّة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الى الخرافات و اما أنت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك " (2تي4 :2-5) وفي رسالته إلى تيطس يقول الرسول بولس عن الاسقفيه " لانه يجب ان يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه و لا غضوب و لا مدمن الخمر و لا ضراب و لا طامع في الربح القبيح " تيطس 1: 7
†من غفرتم خطاياه تغفر له و من أمسكتم خطاياه أمسكت †