العارُ حَطَّمَ قَلْبي و لا عِلاج فَرَجَوْتُ العَطفَ فلَم يَكُنْ والعَزاءَ فلَم أجِدْ (مز 69 /21)
بحث عن ظاهرة العنف تجاه الاطفال الفصل الثانى
بحث عن ظاهرة العنف تجاه الاطفال الفصل الثانى
الفصل الثانى
1) ما هو مفهوم العنف؟
هناك عدة مفاهيم تتناول العنف من زوايا متعدده نذكر منها :
فى العلوم الإجتماعيه يُعّرف العنف بإنه إستخدام الضبط أوالقوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما.
وفى مجال العلوم السلوكيه يُعّرف – عدد من علماء السلوك – بأنه نمط من أنماط السلوك الذى ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ، ويحتوى على نية سيئة لإلحاق ضرر مادى أو معنوى بكائن حى أو بديل عن كائن حى.
2) ماهو مفهوم العنف الأسرى تجاه الأطفال؟
يُعرف العنف ضد الطفل بأنه أى فعل أو الامتناع عن فعل، يعرض حياة الطفل وأمنه وسلامته وصحته الجسدية والنفسيه الى خطر ، كالإهمال والإيذاء والشروع فى القتل او القتل.
عَرفت الإتفاقيه الدوليه لحقوق الطفل العنف الموجه ضد الأطفال على أنه:
كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءه البدنيه أو النفسيه أو الإهمال او الإستغلال بما فى ذلك الإساءة الجنسيه.
1) ما هى انماط العنف الاسرى تجاه الاطفال؟
يمكن تصنيف أنماط العنف الأسرى تجاه الأطفال إلى أربعة أنماط :-
1. العنف البدنى.
2. العنف الإنفعالى.
3. العنف الجنسى.
4.الإهمال.
1) العنف البدنى:
يشير تعريف العنف البدنى إلى حالة الإيذاء الجسدى للطفل ولكنه يشمل أيضاً ما تتعرض له صحة الطفل أو حياته أو سلامته للخطر من قِبل المسؤلين عن رعايته. والإساءة البدنيه قد تأخذ أشكالا متعددة مثل الضرب أو الحرق او الإرتجاجات الشديدة .. وغالباٍ ما يكون أحد الوالدين قد فرض النظام على الأطفال أو هدف إلي تقويم فى شخصية الطفل أو العقاب على عمل ما . وتتراوح طبيعة وشدة الإصابات التى تنتج عن العنف والإساءة البدنيه من بسيطة مثل الكدمات إلى متوسطة مثل الجروح إلى شديدة مثل إلتواء المفاصل وكسر العظام.
ويوصف الأطفال الذين تعرضوا للإساءة الجسميه بأنهم أكثر إضطراباً وعدوانيه من الأطفال المماثلين لهم فى العمر ، وقد يظهرون مدى واسع من المشكلات الإنفعاليه والمعرفية.
ولما كان الضرب هو أكثر وسائل العنف المستخدمة ضد الأطفال كان من الأهميه أن نتعرض لأثر الضرب على شخصية الطفل:
أ- الضرب يقتل القدرات والمواهب فى شخصية الطفل:
نتيجة ما يشيعه الضرب فى قلب الطفل من الخوف والإرهاب لا يستطيع الطفل أن يظهر قدراته ومواهبه الكامنه داخل شخصيته لأن هذا يتطلب جو من الهدوء والأمان . ولذلك فإن الأخطاء الشنيعه التى يرتكبها الوالدان هى إستخدام الضرب فى علاقاتهم بأطفالهم لأنه بهذا يقتلون المواهب والقدرات الشخصيه المخبئة فى أعماقهم ويحرمون أنفسهم والمجتمع الذى يعيشون فيه من الكنوز النفسية الكامنه فى شخصيات أطفالهم.
ب- الضرب يضعف ثقة الطفل:
إستخدام الضرب مع الأطفال بخاصة من الوالدين (أو المقربين لهم داخل الأسرة) يُفقد الطفل ثقته فيهم بما يحمله من عنف وإساءة تجاه هذا من ناحيه ، ومن ناحيه أخرى يؤدى إلى فقدان الثقة فى نفسه، لأن تكرار العقاب والعنف معه يؤدى الى الشعور بأنه شخص سئ ليس به ما يستحق المكافأه او المدح وهذا يجعله يشك فى قدراته وفى إمكانية التغلب على المشاكل التى يواجهها لأنه شخص لايحمل فى داخله أى إستعدادات أو مواهب . وتكون النتيجة هى إفراز شخص يكون سلوكه مجرد صدى لرغبات وإرادات الآخرين الذين يضغطون عليه ويوجهونه إلى ما يريدون.
ت- الضرب يدرب الطفل على المراوغه والخداع:
فما دام الهدف الذى يبغيه الوالد دون القضاء على المظاهر السلوكيه الخارجيه التى لا تعجبه فإن الطفل يحاول جاهداً أن يحقق له هذا المطلب عن طريق المراوغة والخداع وإظهار الصورة التى يطلبها الوالد أو الوالده ولكن متى سمحت له الفرصة ـ بغياب السلطة الوالديه ـ يعود إلى ما كان يفعله من أخطاء. والواقع أن إستجابة الطفل للضرب لا تدعو المظاهر الخارجيه وأما الجانب العقلى والادارى والوجدانى فلا يصل إليهما تأثير الضرب وبالتالى فإنه من السهل أن يعود الطفل الى سلوكياته الخاطئة بعد زوال المؤثر الخارجى(الضرب).
ث- الضرب يشيع الكراهيه فى حياة الطفل:
فما من طفل إستخدم الوالدين الضرب فى تربيته يمكن أن يحمل لهما الحب فى أعماقه، حتى وإن بدا سلوكه الظاهرى أنه يحبهما فإن الواقع النفسى اللاشعورى يؤكد كراهيته لهما، وتظهر هذه الكراهيه فى أحلامه فى هيئة وحوش أو كوابيس.
ج- الضرب يشجع على العداء والعنف:
فمن كثرة إستخدام الضرب للطفل يترسخ فى أعماقه بأن العالم الذى يعيش فيه عالم عدوانى يسوده العنف والقسوة ولابد من إستخدام هذه الوسائل فى التعامل مع من حوله من الناس وهذا يؤدى إلى تعامل الطفل مع أخوته (او أخواته) الأصغر سناً بنفس طريقة العنف الذى يتلقاها وأيضاً مع الزملاء فى المدرسه وحتى بعد زواجه فمن الممكن ان يتعامل مع زوجته بالعنف نتيجة ما ترسب فى أعماقه منذ نعومة أظافره.
ح- الضرب لا يثمر إقتناعاً أو إعتقاداً:
فالأب والأم الذين يستخدما الضرب مع أطفالهم لا يتسنى لهما بهذه الوسيله أن يقنعا أطفالهم بما يرغبون فيه، بل قد يحدث العكس إذ يرفض الطفل رغبة أبويه ويصر على ما يفعله لأن إستخدام العنف لا يُنشئ إقتناعاً أو إعتقاداً بل يُنشئ رفضاً لكل صور السلطة فيما بعد.
2) العنف الإنفعالى:
ويشمل صور متعدده من العقاب كحبس الطفل فى مكان مظلم ، والتهديدات اللفظيه، والنبذ والتحقير ، والكلمات الجارحة ، وإظهار عدم القبول وغيرها من الصور الأخرى لهذا النوع من الإساءه البدنيه وقد يستمر معه طول حياته مثل :
1. شعوره بأنه غير مرغوب فيه من والديه.
2. فقدان القدرة على ححب الأخرين.
3. كراهية الأهل (خاصةً الوالدين) .
4. عدم التعامل مع الأهل أو الهروب من البيت.
هذا بالإضافة إلى إضرابات سلوكيه وأنفعاليه وعقليه تأخذ صوراً متعدده
3) العنف الجنسى:
ويشمل إزالة الملابس عن الطفل ، والعبث بأعضائه التناسليه ، وإستعراض الأعضاء التناسليه أمام الطفل وتعريض الطفل لصور فاضحة أو أفلام ، والإستغلال الجنسى فى البغاء والأغتصاب ... كل هذه الأمور وغيرها يتعرض لها الطفل فى مراحل حياته الأولى.
وقد أشارت الدراسات أن حوالى 80% من حالات الإساءة الجنسية تحدث من أشخاص لهم علاقة قرابه بالطفل مثل (الأب ، العم ، زوج الأم ، الجد) أو معروفين لدى المعتدى عليه عن طريق التودد أو الترغيب من خلال إستخدام الملاطفة وتقديم الهدايا أو من خلال التهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الإعتداء وذلك عن طريق الضرب او التهديد بالتوقف عن منح أشياء إعتاد عليها الطفل كالخروج فى نزهه أو شراء لعب وحلويات. والخطير فى الأمر هو أن هذا الإعتداء يتم فى سريه كامله حيث يلجأ المعتدى بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه ونادراً ما يستخدم المعتدى القوه مع الطفل خوفاً من ترك أثر على جسمه الأمر الذى يثير الشكوك حوله.
ومن النتائج المترتبة على العنف الجنسى:
تتعدد المضاعفات الجسديه والنفسيه للإساءة الحنسية للأطفال بما لا يمكن حصره فى هذا المجال ولكن يمكن تلخيص هذه المضاعفات فى :
الاعراض الجسديه وتشمل:
1. الإلتهابات الناشئة عن الإعتداء.
2. الإضطرابات المعويه.
3. الإلتهابات التى تنشأ فى الجهاز التناسلى.
4. إنتقال بعض الأمراض مثل الإيدز للطفل.
الأعراض النفسيه وهى الأكثر خطورة وتشمل: